كاريكاتور "صاحي"

كاريكاتور "صاحي"
خلّ السلاح " صاحي"

الخميس، 4 أغسطس 2011

الوردة الشامية أسطورة الجمال ولوحة فلكلورية من عبق التاريخ







تعتبر الوردة الأشهر بين الورود في العالم على مدى العصور.. حيث ذكرت في الإلياذة والأوديسا للمؤرخ الإغريقي "هوميروس"، ودونت في ذاكرة الإغريق عندما ذكرتها الشاعرة الإغريقية "سافو" في القرن السادس قبل الميلاد وأطلقت عليها ملكة الأزهار، كما ذكرها الكاتب والشاعر الانكليزي "شكسبير" في إحدى مسرحياته بقوله جميلة كجمال "وردة دمشق"، وفي شعر الكثير من شعراء العرب والمسلمين الذين تغنوا بجمالها وصفاتها وألوانها، اشتهرت زراعتها دول كثيرة في العالم "فرنسا وبلغاريا وايطاليا"، ونقلها المسلمون إلى أصقاع الأرض ونشروا بذورها في "المغرب العربي وتركيا وإيران".
ويذكر المؤرخون أن زراعة الوردة الدمشقية انتقلت إلى العالم القديم بواسطة اليونانيين والرومان وقدماء المصريين، ثم إلى أوروبا في العصور الوسطى خلال حرب الفرنجة، وأخذت أهميتها وشهرتها وانتشرت في أنحاء العالم لكثرة فوائدها العطرية والطبية والتجميلية والغذائية الكبيرة.
دمشق" /البيطار لإحياء الوردة الشامية/، يقول "بيطار":«نعمل في زراعة الوردة الشامية منذ 25 عاماً ونعتمد على الأرضي البعلية، إذ تنمو الوردة الشامية في المناطق المرتفعة والجافة، وتتميز بقدرتها على مقاومة عوامل التغير المناخي».
ويرفع مشتل "البيطار" شعاراً يقول "الوردة الشامية أغلى من الذهب وأبقى من النفط"، ويفسر لنا "بيطار" معنى ذلك بقوله:«تقدم الوردة الشامية الكثير لصاحبها، حيث تنتج زيت الورد الذي يتراوح سعر الليتر الواحد بين 12الى 14 ألف دولار، ويعطي كل واحد كيلوغرام من الأزهار 800 غرام من ماء ورد، وكل واحد كيلوغرام من بتلات الورد واحد كيلوغرام من ماء ورد، ونحن بحاجة إلى 14 طناً من الورود حتى ننتج كيلو غرام من زيت الورد..الذي يستخدم في صناعة العطور الراقية التي يصل سعر الزجاجة الصغيرة منها إلى حوالي 40 ألف ليرة سورية، كذلك تحتوي الوردة الشامية على زيت عطري طيار يعرف بزيت روز كام، وعلى مركبات مهمة مثل الجيرانيول والسيترونيلوم».
ولا يقتصر استخدام زيت الوردة الشامية في صناعة أفخر أنواع العطور إنما تستخدم كذلك في صناعة
المواد التجميلية مثل المراهم والصابون والشامبو، وفي الصناعات الدوائية كمهدئ للأعصاب ومنشط للدورة الدموية والكبد والمرارة وتنشيط الجسم.

وفيما يخص صناعة العطور من الوردة الشامية يقول "فواز العلي" أحد مصنعيها :«لهذه المهنة أسس وقواعد سرية تتناقل عبر الأجيال ولا يسمح لغير أولاد العائلة بمعرفة أسرار المهنة، وسر هذه المهنة ينشأ منذ الصغر من خلال الخبرة والدقة في تركيب العطور، وشيوخ الكار الذين يصنعون العطور يورثون خبراتهم لأولادهم من بعدهم».

وأضاف "العلي":«للعطور الدمشقية تطبيقات علاجية ونفسية وعصبية اتبعت منذ مئات السنين ما جعلها تحافظ على استمراريتها، كما أنها تستخدم في علاج اضطرابات الهضم وارتفاع ضغط الدم نظرا لما تختص به من مفعول مطهر، فاستنشاق الياسمين أو الليمون يؤدي إلى زيادة التنبيه والتركيز» .

وأوضح أحد تجار العطور أن "الياسمين والنرجس والفل والعنبر والوردة الشامية"، تستخدم على نطاق واسع وهي مطلوبة من الدول العربية والأجنبية، وتكمن أهميتها الاقتصادية في مجالات طبية وعطرية وتزيينية عدة لاحتوائها على عطر الورد، إذ يساوي سعر الغرام من الزيت العطري للوردة الشامية سعر الغرام من الذهب الخالص.

وأشار "يوسف صوفان" من تجار العطور في "دمشق":«العطور الطبيعية تدخل في تحسين أرقى أنواع العطور الغربية، ولا يوجد عطر غربي إلا ويدخل في تركيبه إما الورد أو الياسمين أو البنفسج أو المسك أو العنبر، وهناك الكثير من العطور الأجنبية التي تعتمد في تركيبها على الورود الشامية تباع حالياً في السوق السورية بأسعار مرتفعة، فيما هجر تجار "دمشق" وردتهم ولجؤوا إلى الورود المستوردة».

ووصل صيت الوردة الشامية إلى جميع أرجاء العالم تحت مسمى "لاروزا داما سكينا"، وتنتشر شجيراتها في بلاد الشام وخصوصا في "غوطة دمشق وريفها"، وهي من الشجيرات المهددة بالانقراض بسبب قلة الاهتمام بها وتراجع زراعتها بعد دخول أصناف عديدة من الورود الحديثة، ما دعا وزارة السياحة إلى الاهتمام بهذه النبتة كجزء من الاهتمام بمدينة "دمشق" عندما أطلقت مهرجاناً خاصاً بها، وغرفة زراعة دمشق إلى الإعلان عن منحة دراسية لتقديم شهادتي الماجستير والدكتوراه عن الوردة الدمشقية، ‏ ويوجد في منطقة القلمون بريف دمشق 600 ألف شتلة موزعة على 1500 دونم، تزهر الوردة مرتين سنويا وأطلق عليها اسم وردة الفصول الأربعة، وأول من اكتشفها في العالم العربي العالم "ابن سينا" في مطلع القرن الحادي عشر.‏

وتزرع بشكل مروي ضمن بساتين خاصة بها في مدينة "يبرود"، وقدمت لها عناية خاصة إذ يبلغ طول الشجيرات من 2 إلى 2.5 متر وتعطي إنتاجاً متميزاً ويقدر عددها بـ 2000 شجيرة، وفي "غوطة دمشق" وجدت شجيرات الورد الشامي بشكل متفرق ضمن البساتين وعلى محيطها كأسوار وأسيجة لبساتين الأشجار المثمرة

كما تتواجد الوردة الشامية بشكل متفرق في حدائق البيوت القديمة في اغلب المحافظات السورية، ومن الملاحظ تراجع زراعة الورد الشامي وعدم زراعته بشكل اقتصادي.. ويقام سنويا في مدينة صغيرة بالمغرب العربي مهرجان للوردة الدمشقية في أجواء عطرة تعبق بقلائد الورد تزين أعناق الصغار والكبار، وتباع خلاله مستحضراتها كالصابون والمراهم والزيوت وزجاجات ماء الورد، ما يشكل تجارة رابحة لسكان المدينة.

تحمل شجيرة الورود الشامية أزهاراً عطرية وردية اللون تخرج في عناقيد مشطية المظهر تتفتح أزارها في فصل الربيع، وتتراوح أعدادها في المناطق الجافة والبعلية بين 250 إلى 300 برعم تقريبا ،وبين 1500 و2000 برعم للشجيرات المروية، وقد يصل إلى 5000 برعم بينما يتراوح عدد البتلات بين 30 و40بتلة تقريبا للزهرة الواحدة ويبلغ متوسط وزن الزهرة الواحدة بين 2 إلى 5ر2 غرام، ويتراوح حجم الشجرة في الزراعة البعلية بين 1 إلى 1.5 متر مكعب وفي الزراعات المروية تصل أبعادها إلى 1.5 و2.5 متر .
الوردة الشامية أسطورة الجمال ولوحة فلكلورية من عبق التاريخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق